الباحث عن الله
يحكى أنه في سالف العصر والأوان كان هناك طفل صغير يتيم الأب يعيش إلى جوار غابة مهجورة وليس بها حتى الحيوانات ولكنه كان يريد أن يدخلها تلك الغابة لأنه يحب الطبيعة ويحب المغامرة ووالدته لم تكلمه عن الله ولا عن ديننا الحنيف وكان الطفل صغير بداخله الكثير من الأسئلة وأمه لا تكترث لأنه لم يتكلم معها فهي لم تكن تعرف وهو كان متخوف وفي يوم من الأيام ظل يمشي في الغابة المهجورة حتى تاه وضل الطريق ولم يستطع العودة إلى أمه وكانت أمه مريضة بالقلب وكان ذلك في زمن بعيد فلم يكونوا اكتشفوا العلاج وعندما لاحظت أمه اختفاؤه كانت تعلم أنه في الغابة لذا كانت قلقة عليه لأنها لم تكن تعلم أن الغابة منذ زمن بعيد مهجورة فلم تحتمل الصدمة وماتت وأثناء سيره في الغابة يبحث عن مساعدة أحد يعيده إلى البيت وجد جثة والدته ملقاه على الأرض فاستنكرها في البداية وعندما اقترب منها عرفها فبكى بكاء حارا وقال من لي بعدك يا أمي أنا بدونك لا أساوي شيء وأبي الذي فارق الحياة منذ كنت صغير من لي بعدكما يا أمي أمي أجيبيني أنا بائس حزين لم أشبع من حنانك أمي وفجأة سمع صوت يأتي من بعيد فقال أين أنت يا أيها الصوت فقال الصوت تعالى أيها الطفل الصغير أنا لن أضرك لقد أرسلني الله إليك لقد رأيتك في المنام تستنجد وتنادي على أمك التي فارقت الحياة لقد توفت أمك وربنا الباقي الله وحده الله الباقي. من الله أنا بداخلي الكثير من الأسئلة من الله وهل هو موجود أم لا وأين كان قبل أن يخلق الخلق وهل له ولد أو أب حبيبي الصغير بالطبع الله موجود ودليل وجوده خلقنا ولكننا لا نعرف عنه الكثير و بالطبع أنه عظيم ليس له ولد ولا أب فهو الأول والأخر وهو عظيم لدرجة أنه لا يستطيع أن يراه أحد حتى أعظم وأقوى المخلوقات لأنه لو رآه لفنى ودمر لأن للعين حدود لا تستطيع أن تبصر أكثر من ذلك وإن كلمة الله كلمة عظيمة نعبر بها أحيانا عن الجمال وإن معنى كلمة الله أي المعبود المعشوق أي المحبوب فإن مما لا شك فيه أن الله يحبه كل عباده وإنها حقا كلمة تخرج من القلب استشعر معي هل شعرت فقال نعم نعم فقال أريد أن أسألك سؤالا من هو الله ماذا تعرف عن الله وعظمته فقال هو الخالق هو الرازق فقال هذا فقط ما تعرفه عن الله قال الطفل نعم أمي كانت تقول لي هذا فقال الله هو الواحد الأحد الذي يدبر أمور وشئون مملكته وحده قال تعالى "يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مم ما تعدون" وهو الواحد الأحد الصامد الحي القيوم قال تعالى قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وقال أيضا الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض منذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم فقال الطفل الصغير ما معنى الصمد وما معنى سنة وما معنى القيوم فقال الصوت معنى الصمد يعني الصامد القوي الذي لا يعجزه أحد وأما معنى القيوم أي القيوم القائم على تدبير الكون وحفظه لا يعجزه ولا يتعبه حفظ السماوات والأرض ومعنى سنة نعاس أو غفوة وإن مما لا شك فيه أنك إذا عرفت أكثر عن الله تزداد محبتك وخشيتك من الله يقول تعالى "إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء" وقد أتى التقديم وتأخير هنا للاختصاص أي أنه لا يخشى الله حق خشية إلا عباده العلماء وإن الله له ذات وصفات قد أخبرنا عن ذلك وإن من الصفات ما يشترك مع صفات البشر مثل الحي والكريم لكن لا يجوز عكس الصفة مع الخالق وإننا إذا جمعنا عبادة جميع المخلوقات حتى عبادة الرسول صلى الله عليه وسلم وعبادة الملائكة لا تزيد في ملكه ولا تنقص من ملكه شيء بل لن تكافئ صفة واحدة من صفاته فإن هناك ملائكة ساجدون لله لا يفترون ولا يقومون حتى يوم القيامة! وعندما يأتي يوم القيامة، يقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك فإننا نعبد الله ليس لأنه يحتاج إلينا بل لأننا نحن الذين نحتاج إليه وهناك حديث قدسي دليل حاجتنا لله يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيء يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيء يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد منكم مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه .
أما بالنسبة لكونه له ابن فإنه ليس له ولد وليس كمثله شيء ولو كان له ولد لما أهانه وعذبه لأنه أرحم الراحمين يغفر دون أن يعذب لأن رحمته سبقت عذابه كما أنه ليس كمثله شيء وهو لا يحتاج للولد فما حاجته أن يتخذ ولد وهو الغني الواحد الحي الباقي كما أنه ليس له أب أو والد وواجد فإننا سندخل في سلسلة معجزة للعقل ليس لها إجابة وتخرج من الملة أما عن أين كان الله قبل أن يخلق الكون فلقد كان الله ولا شيء غيره حيث سئل الرسول صلى الله عليه وسلم أين كان الله قبل أن يخلق الخلق فقال كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء أي أنه الأخر ليس بعده شيء وهو الأول ليس قبله شيء فهو الأول والأخر والظاهر والباطن
فقال الطفل الصغير هل هو عظيم جدا هكذا فقال الصوت نعم إنه عظيم وكبير سبحان وتعالى جل شأنه تبارك وتعالى فقال الطفل الصغير أستغفر الله العظيم آمنت بالله قال الصوت أحسنت يا صغيري لابد أن تؤمن فقال وكيف كان خلق الإنسان هل خلقنا من طين كما يقولون قال نعم يا صغيري فقال الصغير